و القتل فقط.. و انني سأذهب الى ملوك الجن و اطلب منهم جيوشا بالاضافة الى جيشي للحرب و سنحاربكم.أمام هذا التهديد العلني قلت له: و نحن متوكلين على الله سبحانه و تعالـى و لا نخاف تهديدكم . فمـا دمنا مع الله و نقرأ عليكم كلام الله فهو نعم المولى و نعم النصير.قال: هذا كلام عجيب. قلت: ألم تسمع عن الاسلام؟ قال:لا قلت: أنا مستعـد أن أعطيك فكـرة عنه قال: لا بأس..و أعطيت له موجزا عن العقيدة الاسلامية و عن سماحة الدين وأخبرتـه عن رب العزة و الجلال و رحمته الواسعة..و عن خلق الله سبحانه للانس و الجن.. فكان الملك يصغي باهتمام حتى قاطعني و قال: هذا كلام جميل زدني منه..فزدته..الى أن قال: على العموم سأذهب الى بلدي و سوف نلتقي مرة ثانية و ذهب. ثم فلقت الفتاة و هي لا تدري ماذا كان يجري حولها.و بدوري طلبت من الأخ أن يحضر أخته و زوجته الى العيادة في المسجد حتى تكونا ضمن الأخوات اللاتي يراجعن عندي..فكانتا تأتيان كل أسبوع للقراءة.. و ذات يوم جاءت أخت الشاب و معها والدتها..وجلست للقراءة فكاد الجني يحرق العيادة ، فقد أشعل النار في جنب من جنبات الغرفة ..واستمر الحال على هذا النحو والعناد من قبل الجني و الصبر من قبلي تسعة أشهر ما بين كذب للجان وتلفيقه. حتى طلبت ملك الجان كي يحضر للتفـاهم معه..فقال الجني: لقد جاء ملوك الجن جميعا ليقتلوك يا منير و لكنهم وجدوك بالمسجد و حولك أشخاص كثيرون وذوي لحى كثيفة فلم يستطيعوا قتلك وأنت بين هؤلاء الناس فانصرفوا الى بلادهم بلا فائدة. فطالبته أن يحضر ملك الجن من بلده للتفاهم. و فعلا حضر الملك و خاطبته و عرضت عليه الإسلام مرة أخرى فكأنه اقتنع به و شرح الله صدره له فأسلم.. و الله اعلم بحاله..و ذهب داعيا الى الله في بلده.. بقي أمامي أمين و مصطفى . أمين مصمم على ألا يخرج من الفتاة و كان آخر شرط له لكي يخرج الا تتزوج من أحد لأنه على حد زعمه أحبها و هو على استعداد للخروج من جسدها و البقاء قريبا منها في الخارج لأنها اذا تزوجت سوف يعود اليها.و مضى على الفتاة و الزوجة سنة و شهران حتى جاء الفرج من عند الله . فبعد الضغط الشديد و المداومة على العلاج أراد الله له الخروج فخرج و تزوجت الفتاة و هاهي ترفل في حياتها الزوجية هانئة سعيدة.. أما زوجة الأخ و التي متلبس فيهـا الجنـي مصطفى فلم يخرج منها الجني حتى لحظة أعداد هذه القصة لأنه كما يزعم دخل اليها و لم يعد يعرف كيف يخرج..و لكننا على ثقة في الله سبحانه بأنه سيخرج منها عاجلا أم آجلا..فلا شيء يستعصي على الله هو البارئ و هو المعين سبحانه وتعالى.